في هذا اللقاء من «بودكاست مدى الكرمل»، نستضيف ابن غزّة، د. غسّان أبو ستّة، طبيب الحرب، والأستاذ المشارك في عدد من الجامعات البريطانيّة في علم الجراحة والترميم.
يعود بنا أبو ستّة إلى صبيحة السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، حيث كان في بيته في بريطانيا، ثمّ انتقاله إلى قطاع غزّة خلال أقلّ من يومين، والتحاقه بـ «مستشفى الشفاء» مع بداية الحرب، ثمّ لاحقًا تنقّله بين المستشفيات والمجامع الطبيّة في مختلف مناطق القطاع.
كذلك نتطرّق للّحظة الّتي يدرك فيها أبو ستّة إباديّة هذه الحرب، بل إدراكه كونها "واحدة من أدوات مشروع الإبادة الحاصل"، ولكون استهداف القطاع الصحّيّ بمنشآته وطواقمه الطبّيّة، كما يراه، ما هو إلّا جزءًا من هذه الإبادة الّتي تهدف إلى محو مقوّمات الحياة في قطاع غزّة، وبالتالي تهجير أهلها تحت طائلة القصف وتدمير البنى التحتيّة والمؤسّسات المختلفة، ثمّ التجويع والتعطيش، أمام صمت العالم والدول الغربيّة والمؤسّسات الدوليّة، بما فيها الطبّيّة والحقوقيّة.
كما يروي لنا أبو ستّة شهادته عن قصف «المستشفى المعمداني»، حيث كان قد انتقل إليه يومين قبل حدوث المجزرة، وعن تحويل قطاع غزّة إلى ساحة تجارب للأسلحة الإسرائيليّة، بحكم اطّلاعه على مئات الإصابات ومعاينة مسبّباتها، وعن تحدّيات الطواقم الطبّيّة وممكنات عملها أمام عشرات الآلاف من الجرحى، في مقابل الطاقة الاستيعابيّة الصحّيّة في القطاع، الّتي لا تتجاوز 2500 سرير.
في ختام اللقاء، نناقش مع أبو ستّة مفهوم "الحيّز الحيوي للحرب"، وكيفيّة تحقّقه في حالة قطاع غزّة، وضرورة بناء القطاع الصحّيّ الفلسطينيّ، الّذي تميّزت به حركة التحرّر الفلسطينيّة على مدار عقود، وكذلك ضرورة التضافر الفلسطينيّ ومهمّات اليوم التالي للحرب، "في مواجهة مشروع كولنياليّ إحلاليّ تحوّل - من أجل استكمال نفسه - من التهجير إلى الإبادة".